منارات الامتناع عن التدخين

منارات الامتناع عن التدخين

آخر يوم من شهر ماي يوافق اليوم العالمي للامتناع عن التدخين... وقد تطوّر استعمال الدخان عن صورته البدائية إلى أن صار يصنّع على شكل لفائف (سجائر) وصارت له نوعيات وماركات تتفاوت في طريقة صناعته وتحضيره, ومع الإقبال المتزايد على الدخان اتضح للعالم ضرره, فصار الأطباء ومنظمات الصحة والهيئات الطبية يحذّرون منه, إذ تبين دوره الخطير في العديد من الأمراض خاصة الصدرية والتي أخطرها سرطان الرئة. وإيماناً منهم بضرورة الحفاظ على حياة الإنسان وسلامة عقله من كل ما يضره, فقد جعلت يوماً توصي فيه بالامتناع عن التدخين وبيان أخطاره ومضاره التي لا تُحصى. ولأن الإسلام هو دين الفطرة وهو الدين الكامل الذي شمل جميع جوانب الحياة, فقد جاء بإباحة الطيبات التي أذن الله سبحانه وتعالى بالاستمتاع بها والانتفاع بمنافعها, وفي المقابل حرم كل ما فيه ضرر على الإنسان في دينه ونفسه وعقله وعرضه وماله وسماها خبائث, فقال تعالى: ويحل لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث (الأعراف/157)فجعل الخبائث محرّمة. ويدلك على خبث الدخان أن المدخن لا يذكر اسم الله في بداية تناوله للدخان. كما أن المدخن لا يمكن أن يتناول طعامه في محل قضاء حاجته بخلاف الدخان, وكذلك بقايا الطعام يكون لها احترام فلا ترمى في الشارع باستهتار بخلاف بقايا الدخان, فإنها ترمى ويداس عليها. ومن قواعد الشرع الحكيم لا ضرر ولا ضرار.. حيث إن ما فيه ضرر على الإنسان أو إضرار به لا يجوز, والدخان مضر بالإنسان ولابد من الابتعاد عنه.

بقي أن تعلم أن الإسلام لا يجعل مناسبات للتحذير من الأضرار التي قد تلحق بالمسلم, بل جعل عليه رقيباً من نفسه في جميع الأوقات. وأنت عزيزي القارئ: يجب عليك أن تبذل النصح لمن تراه مدخناً, حتى نعيش جميعاً في جو نظيف ونستنشق هواء نقياً.